اخبار بلدنا اليوم

نلوم أوباما.. أم نلوم أنفسنا ..؟!
مضي عامى كاملى علي خطاب أوباما بجامعة القاهرة. وقد أشاع - حينئذي - أجواءً من التفاؤل والأمل. وركن إليه كثيرى منا. مدفوعين بحسن الظن به. متوقعين أن يأتي بحلول سحرية لمشاكل عجز كثيرون قبله عن حلها.. ولم يحدث شيء من ذلك كله حتي الآن ..!!
وحين نتأمل خطاب أوباما ونحلله - وهو ما ليس من عادتنا - نجده واضحاً لا لبس فيه ولا غموض. فالرجل لم يعدنا بشيء وأخلفه.. بل نحن الذين أوَّلنا كلامه علي غير ما أراد. رغم أن عباراته لا تقدم حلولاً بقدر ما حملت مبررات للتقاعس والنكوص.. لكننا - كعادتنا دائما - خدعنا أنفسنا. وحملناه أوزارنا. وتعلقنا بأحبال ¢دايبة¢ صنعناها بخيالنا وأوهامنا. ثم ألقينا بمسئولية التغيير علي أكتاف غيرنا. والتمسنا لأنفسنا البراءة مستمرئين شعوراً زائفا بالرضا. ونسينا أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.
لايزال بعضنا حتي الآن يري أمريكا وإسرائيل كيانين منفصلين. والحق أنهما كيان واحد. والدلائل أكبر من أن تحصي. فحين اقترفت إسرائيل جريمتها في حق أسطول الحرية. لم ينكرها أوباما ولا حتي سكت عنها.. بل قدم لها مبرراً كانت في حاجة إليه.. ورأي من حقها الدفاع عن نفسها ضد الإرهابيين ..!!
لم يكن الرئيس الأمريكي عاجزاً - كما بدا للبعض - عن إقناع إسرائيل بالكف عن جرائمها. من الاستيطان إلي تجريف الأراضي وهدم المنازل. والاعتداء علي العزل الآمنين. بل كان داعماً ومؤيداً وحليفاً لإسرائيل شأنه في ذلك شأن أسلافه من رؤساء أمريكا جميعاً.
فهل من المنطق تحميل أوباما أوزار تقاعسنا وخلافاتنا وتفرقنا.. نعيب أوباما والعيب فينا.. وماذا قدمنا لأنفسنا حتي يحترمنا أوباما. ويقوم بدور نزيه منصفي تجاه حقوقنا وقضايانا..؟!
أتصور أن المتفائلين بأوباما واهمون.. والمتشائمون دون تقديم حلول عملية عاجزون.. وبين الاثنين خطر عظيم لا يدرؤه إلا الكف عن خداع أنفسنا وتصديق أوهامنا. وتصفية خلافاتنا. وإعادة ترتيب أوراقنا وهي كثيرة. حتي لا تمضي إسرائيل نحو مزيد من جرائمها سواء في حقنا أو في حق الإنسانية جمعاء..!!
التفاصيل في معاً للمستقبل
يكتبها: محمد عبد الله الشوادفي